ﻛﺸﻮﻑ ﺃﺛﺮﻳﺔ:
ﺷﻬﺪﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻧﻘﻼ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﺒﺮ
ﺃﻫﻠﻬﺎ "ﺁﺑﺎﺩ ﻣﺎﻙ" ﻭﻫﻮ ﺁﻟﺔ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ،
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺘﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺷﺠﻮﻧﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻬﻴﺮﻭﻏﻠﻴﻔﻴﺔ ﻭﺇﺑﺎﻥ ﺣﻀﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺗﻨﺼﺮﺕ، ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
"ﺭﻣﺎﺓ ﺍﻟﺤﺪﻕ" ﺣﻴﻦ ﻏﺰﺗﻬﺎ
ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻭﺍﺳﺘﻌﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ
ﻏﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﻛﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻓﺪ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ
ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ،
ﺻﺎﺭﺕ ﺩﻧﻘﻼ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻌﺮﺑﺖ
ﺧﺮﺍﺑﺎ، ﻭﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﺑﻦ
ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻥ ﺣﻠﻮﺍ
ﺑﺒﺪﺍﻭﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺭﺑﻊ ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ
ﻳﺤﻴﻠﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺧﺮﺍﺏ، ﻭﻭﻓﻖ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺳﺒﺒﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺍﻟﻬﺪّﺍﻡ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﻌﺜﺎﺕ
ﺍﻟﻜﺸﻮﻑ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣﺒﻨﻰ
ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﻨﻴﺴﺔ
ﺗﺤﻮﻱ ﺭﻓﺎﺕ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.
ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺠﺮﺍﺩ:
ﻧﻘﺐ ﺍﻷﺛﺮﻳﻮﻥ ﻓﻮﻕ ﺗﻼﻝ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ
ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ "ﺑﻨﻘﻨﺎﺭﺗﻲ" ﻭﻫﻲ
ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﻴﺔ "ﺟﺰﻳﺮﺓ
ﺍﻟﺠﺮﺍﺩ" ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﺒﻨﻰ ﻣﻦ
ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻣﺒﻨﻰ ﻓﺨﻤﺎً ﺛﻢ ﺳﻴﺠﻮﺍ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺩﺧﻠﺖ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ
ﻭﺍﻟﺤﺎﺭﺱ، ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﺴﻼﻟﻢ
ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﺎﻓﺮ ﻭﺗﻌﻴﺪ
ﺯﺧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ
ﻟﺘﻐﻄﻲ ﻣﺎ ﺍﻧﻜﺸﻒ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻟﻐﺔ ﻻ ﺃﻓﻬﻤﻬﺎ
ﻭﺭﺳﻮﻡ ﺑﺪﻳﻌﺔ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺧﻀﺮﺍﺀ
ﻭﺣﻤﺮﺍﺀ ﻭﺻﻔﺮﺍﺀ، ﻭﺭﻣﻮﺯ ﻻ
ﺗﺰﺍﻝ ﺣﻴﺔ ﺗﻈﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻮﺿﻮﺡ
ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺗﺤﻤﻞ ﻃﻔﻠﻬﺎ.
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻨﺰ:
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺇﻥ ﻣﺎ ﺗﻮﺍﺗﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ
ﻣﻦ ﺧﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﻗﺒﻞ ﺯﺣﻒ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻣﺮﺗﻌﺎ
ﻟﻠﻘﻄﻂ ﻭﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺣﺎﺭﺱ ﺗﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ
ﻣﻦ ﺃﺟﺪﺍﺩﻩ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻃﻤﺮ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻔﺮ ﻭﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻟﺤﺴﺎﺏ
ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﺇﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻣﺎ
ﺇﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﻣﺮﻭﺍ
ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺑﺎﻻﻧﺼﺮﺍﻑ، ﺗﺮﻯ ﻫﻞ
ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻜﻨﺰ؟ ﻫﻞ ﻭﺟﺪﻭﺍ
ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻨﺎ ﺃﺣﺪ؟
ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ:
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺘﻮﺳﻊ
ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻟﺘﺒﺪﻭ ﺑﻴﻮﺕ
ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺣﻔﺮ ﻣﻦ
ﺃﺟﻞ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﻭﺍﺣﺪ
ﻫﻮ: ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
ﻟﺒﻼﻁ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻧﻘﻼ،
ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺑﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ
ﺷﻬﺪﺕ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺸﻌﺎﻉ؟ ﻣﻬﻤﺎ
ﻳﻜﻦ ﻓﺎﻷﻫﺎﻟﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ
ﻣﻨﺸﻐﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺘﻠﻌﻬﺎ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻬﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﺰﺍﺣﻔﺔ، ﻭﻻ
ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻳﺠﺮﻱ ﻛﺸﺎﻫﺪ
ﺻﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺪﻝ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ
ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﻮﺩﻉ ﻭﻳﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﺰﺍﺓ .
)ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ(