من مناقب علي كرم الله وجهه

الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، رابع الخلفاء الراشدين و إبن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و ختنه ، زوج إبنته فاطمة رضى الله عنها ، الفدائي الأول في الإسلام ، صاحب الأخلاق السمحة و الشمائل الكريمة و الهمة العالية
مناقب الإمام على كثيرة لا تحصى و يكفيه أن قال فيه المصطفى صلى الله عليه و سلم : أنا مدينة العلم و علي بابها .
أنظر أخي الكريم ، أختي الكريمة لهذا الوصف العجيب لأحد أصحابه (ضرار الصدائي) و هو يعدد مآثره لمعاوية بن أبي سفيان :
قال معاوية بن أبي سفيان يوما لضرار الصدائي : صف لنا عليا
قال : أعفني يا أمير المؤمنين .
قال : لتصفنه ، قال : أما إذا لابد من وصفه :
فكان – والله – بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه
يستوحش من الدنيا وزهوتها ، ويستأنس بالليل و وحشته
كان – والله – غزير العبرة، طويل الفكرة ، يقلب كفه ، ويخاطب نفسه
يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ،
كان فينا كأحدنا ،يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا إذا استنبئناه
ونحن مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه لهيبته ، ولا نبتدئه لعظمته
يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين
لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله
وأشهد الله ، لقد رايته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا لحيته يتململ تململ السليم (الملدوغ) ويبكي بكاء الحزين .
ويقول : يادنيا غري غيري ، أليّ تعرضت ، أم إلى تشوقت ؟
هيهات ، هيهات ، لقد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير ، وخطرك حقير
آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق .
فبكى معاوية وقال : رحم الله أبا الحسن ، فلقد كان كذلك
فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزن من ذبح إبنها الوحيد في حجرها