abumanar Admin
الجنس :
عدد المساهمات : 328 نقاط : 688 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 11/11/2011 الموقع : <iframe src="http://wikimapia.org/#lat=18.297450&lon=30.735127&z=18&l=&ifr=1&m=b" width="300" height="300" frameborder="0"></iframe>
| موضوع: حافظ على حسناتك من التآكل الأحد 28 أكتوبر 2012, 4:10 am | |
| مرض من أمراض القلوب خطير , هو مصدر كل بلاء وطريق كل شقاء ومؤجج لنيران الحقد والبغضاء , وهو من أحط الصفات وأقبح السمات , بسببه تفرق الأصحاب وتهاجر الأحباب , وتقطعت الأنساب إنه داء الحسد أول ذنب عُصِىَ الله به حيث رفض إبليس السجود لآدم , وقال ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) وبسببه قتل قابيل أخاه هابيل .
والحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: الحسد من أمراض القلوب , وما خلا جسد من حسد , ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه .
ولا يتصف بهذه الخصلة الذميمة إلا ذوو النفوس الضعيفة , فذنب المحسود إلى الحاسد دوام نعمة الله عليه ليس إلا
قال أبو الليث السمرقندي - يرحمه الله - : يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود أولها : غم لا ينقطع . والثانية : مصيبة لا يؤجر عليها . والثالثة : مذمة لا يحمد عليها . والرابعة : سخط الرب . والخامسة : يغلق عنه باب التوفيق والعياذ بالله .
ألا قل لمن ظل لي حاسدا ** أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في حكمه ** لأنك لم ترض لي ما وهب فأخزاك ربي بأن زادني ** وسد عليك وجوه الطلب
وقد نهانا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - عن الحسد فقال : - كما في صحيح البخاري ( لا تحاسدوا) وحذرنا منه - عليه الصلاة والسلام - فقال : ( واياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) .
يقول العلامة ابن القيم - يرحمه الله -: وأصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها , فالحاسد عدو النعم وهذا الشر هو من نفسه وطبعها ليس هو شيئاً أكتسبه من غيرها بل هو من خبثها وشرها .
يقول ابن حبان - يرحمه الله -: الواجب على العاقل مجانبة الحسد على الأحوال كلها فإن أهون خصال الحسد هو ترك الرضا بالقضاء . ثم قال : والحاسد لا تهدأ روحه ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة عن أخيه والعياذ بالله . نسأل الله أن يطهر قلوبنا جميعاً من الحسد .
ليس للحاسد إلا ما حسد ** وله البغضاء من كل أحد وأرى الوحدة خيراً للفتى ** من جليس السوء فانهض إن قعد
يقول صلى الله عليه وسلم - كما في حديث الترمذي عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - دب إليكم داء الأمم قبلكم . الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر , والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم .
أن الحسد من شر معاصي القلوب , ومعاصي القلوب وهي أشد إثماً من كثير من معاصي الجوارح فما أخبث داء الحسد ! إنه ليعمي بصيرة الحاسد ويجعله كالهائم يمشي على غير هدى , فما يزال في سيره يتعثر , وفي ظلماته يتخبط ويتكسر . يتمنى لنفسه السعادة فيقيم بينه وبينها حجاباً مشقياً له من حسده الخبيث .
ولما سئل الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أي الناس أفضل ؟ قال : ( كل مخموم القلب صدوق اللسان ) قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : ( هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ) رواه ابن ماجة - فاحرص أخي على أن تكون مخموم القلب صدوق اللسان .
اللهم طهر قلوبنا من الحسد
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا
ربنا إنك رؤوف رحيم. | |
|